Aug 5, 2009

داخل صندوق الكراكيب


لا اعلم ما هذا الكم الهائل من الأفكار والأحداث التي تدور وتتخبط داخل أركان تلك الجمجمة التي احملها فوق رأسي اشعر أني مشحونة بسيل من " البيانات " لا يتوقف عن تغذيه هذا الحاسوب الضخم الذي بدوره يحتاج إلى هدنه من العمل ولكنه لا يستطيع ببساطه أن ينطفئ ! لا البث أن أفكر في فكرة معينه حتى أجد نفسي اقفز " كضفادع أفلام الكارتون" بين الأفكار الأخرى التي ربما في كثير من الأحيان لا علاقة لها بالفكرة السابقة لها بالأساس
أكتشف أني لا أستطيع التركيز في موضوع واحد لأكثر من خمس دقائق !

أجدني اسبح في بحر عميق من الأفكار لا أخر له وربما لا أول أيضا ! لا أستطيع التحديد تماما ولكنني فقط غارقة فيه .. أحاول السباحة بأقصى جهدي باتجاه التيار تارة، وتارة أخرى ضده ولكنه ياخذني بعيدا لا ادري إلى أين تحديدا
جزيرة وسط الماء وربما إلى الصحراء .... لقد وصلت إلى أرض الأحلام إذن.. نعم أنها الأحلام..
عادة لا أفضل التجول في بحورها كثيرا فعلى أي حال أنا لم ارغب يوما أن أعيش في دنيا الخيال وعلى ضفاف الأوهام ... ربما يرجع ذلك لمحاولاتي الدائمة لإيجاد تفسير منطقي لواقعيتي الشديدة في الحياة

أحاول الابتعاد عنها قدر المستطاع فأجدني اصطدم بالواقع الآن هربا من تلك الأحلام .. ولكن لماذا الهرب ؟
ربما لأني دائمة الاعتقاد بأنها شيء لا يجدر التفكير فيه من الأساس لاحتلاله مساحه وهمية من أفكاري أفضل أن أفرغها لما هو أهم وأوقع ! ولكن الحقيقة أني كلما ابتعدت عن بحور تلك الأحلام كلما اقتربت من شواطئ الواقع أكثر
فأجدني أرتطم بصخوره المؤلمة هناك حيث يبدأ سيل الأفكار الواقعية.. يا الهي ما الذي أتى بي إلى هنا ؟ إنها حقا أكثر ألما .. علمت عندها لماذا احتفظت بشيء يسير من الأحلام في مخيلتي لكي الجأ إليها وقت الحاجة فهي تحد من ألآم هذا الواقع المرير في أغلب الأحيان .. أتجول داخل ممرات الواقع.. أتعمق أكثر وأكثر .. لا أستطيع أن أتحمل أكثر من هذا ، يكفيني ما أعانيه منها طوال يومي
إنها بالرغم من شده صحتها إلا أنها شديدة الجفاف و المادية أيضا
! أتنقل بأفكاري قليلا بعد .. لابد أني أضعت الطريق وأنا أتجول.. ولكن سرعان ما وجدت نفسي في مكان قديم اشعر أنه مألوف.. اشعر أني مررت بهذا المكان من قبل.. يبدو لي وكأنه شيء يخصني إلا أنني أستطيع تمييزه

لابد انني وصلت الى منطقه الذكريات .. أراجع نفسي و أتذكرالكثير من الأشياء أحيانا أكثر مما يجب
أشعر كتلميذ يوشك على دخول الامتحان ويحاول مراجعه كل ما وقعت عليه عيناه أثناء الدراسة في شريط سريع خاطف يمر أمام عينيه قبل أن يدخل إلى القاعة.. نعم انه شعوري الآن .. انه شريط الذكريات
لقد مر زمن طويل حقا يا له من كم هائل من الأحداث ينتابني شعور غريب لاستعادة بعضها في مخيلتي
أحيانا شعور بالسعادة أحيانا بالراحة وأحيانا أخرى اشعر بالفخر لما أنجزته في الماضي.. رائع
انظروا إلى هؤلاء نعم اعرفهم ، سعيدة حقا لرؤيتهم من جديد كم مر من الوقت وكم مضى عليكم
وانتم داخل هذا الصندوق العتيد
يا لها من ذكريات
ولكن !! و لكن بعضها سيئ حقا لا أريد أن اتذكره أو حتى مجرد المرور إلا أنني لا أستطيع التحكم وحجب الأشياء الغير مرغوبة
لقد فقدت السيطرة على عقلي ! انه الآن يسير وحدة دون رقيب لا اعلم في أي زمن أنا ولا إلى أين يأخذني

!! لا أستطيع توجيهه أو إيقافه أم أنا لا املك هذه القدرة بالأساس؟؟! لا أجد إجابة حتى الآن

0 comments:

Post a Comment

 

Design By:
SkinCorner